-->

كيف يشعر الغني بالمتعة الحياتية ؟


كيف يشعر الغني بالمتعة الحياتية ؟..
من خلال الفارق بين من يملك وسائل السعادة وبين من يفتقدها!.
لو فرضنا جدلا أن الناس جميعا على مستوى واحد اجتماعيا وماديا لما كان هناك شعور عند البعض دون البعض بالتفوق الموجب للشعور بشيء من السعادة.
من يملك المال يشعر بالسعادة بالنظر الى من يفتقد ذلك!
ومن يملك السلطة بالنظر لمن لا يملكها يشعر بالسعادة!
كذلك من يملك الصحة والعافية بالنظر للمعتل وهكذا...
إذا الفوارق هي سبب التفاخر بين الناس وهي من تعطيهم الإحساس بالسعادة
ليس فقط أن من يملك الشيء يستطيع أن يحقق به ما أمكنه وكل بحسبه وعلى رأس ذلك المال، إن من يملك المال يمكنه أن يحقق به أشياءا كثيرة تتطلع إليها النفس البشرية.
وكذلك الصحة يستطيع صاحبها الإستمتاع بالحياة بخلاف من هو مريض وباقي الفوارق الاجتماعية كذلك.. إلا أن التملك للشيء بحد ذاته له حلاوته عند أصحابه حتى لو لم يستفد منه على مستوى الحياة.
ألا تلاحظون أناسا كُثرا يمتلكون أموالا طائلة ويعيشون عيشة الفقراء، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (عجبت ممن يهرب من الفقر ويقع فيه).
بالعودة الى الفوارق الإجتماعية نجد أن الانسان المالك-ِ مطلق الملك- مدين للمحتاج الفاقد للشيء لأنه بمثابة المرآة التي يرى فيها الغنيُّ سعادته.
من هنا نفهم لماذا مجموعة من مخملية المجتمع يبحثون دائما عن التميز، تراهم يتميزون بسيارتهم حين يشاركهم من هم دونهم ويتميزون في بيوتهم و..و..حتي في البحث عن الألقاب تراهم يبحثون عما يميزهم،
مثل: لقب البيك الأمير الباشا و...حتي ذهب البعض بعد أن استغني من الماديات لسرقة لقب السادة الأشراف.
يقال أن بعض شركات السيارات لا تبيع منتجاتها إلا للعوائل التي لها جذور تاريخية في التميز من الملوك و أبناء الملوك وهي حكر عليهم دون غيرهم حتى لو ملكوا قيمتها.
ما نخلص إليه أن التميز الإصطناعي - لنسميه كذلك - لا يتحقق إلا بفضل الفقير المحتاج الذي يعطي للغني متعة التميز و بالتالي الشعور بالسعادة.
أرجو التأمل في السلوك الإجتماعي للناس- بالمناسبة كل الناس تقريبا-
حتى من هم من الفقراء والكادحين ترى الفوارق تتحقق بينهم ولو كانت على مستواهم البسيط فمن له غرفة من آجر تراه يرقص فرحا وسعادة إذا نظر الى جاره وهو يسكن بيتا من قش.
هذه الفوارق الإجتماعية الى حد معين هي طبيعية بين البشر لكن ما هو من غير الطبيعي أن نجعل منها هي مصدر السعادة لأنه سيدعونا ذلك لمزيد من التوحش والإستغلال لمن هم أقل منّا حضا في الحياة على مستوى الإمكانات والظروف التي قد تكون في أغلبها مصطنعة ومحتكرة .
على سبيل المثال لا الحصر، يقال في البرازيل بلد 170 مليون انسان: 10/100 فقط يتمتعون بثروة البلد
في حين الباقي غارق في فقر متقع وهكذا فقس باقي العالم، ولازالت الفوارق تتسع وتزداد بدافع البحث عن التميز والسعادة الوهمية على حساب الفقراء والمحتاجين.
لذلك ما سبب الفقر والحاجة عند مئات الملايين من البشر مع وجود ثروات ضخمة على كوكب الارض تفي باحتياجات كل البشر؟، إنه الإحتكار من أجل التميز ومن ثُمَّتَ السعاة الوهمية..
يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. فاطر
15

بقلم الشيخ عبد الجليل عيادي

كيف يشعر الغني بالمتعة الحياتية ؟ Reviewed by shiatube on سبتمبر 17, 2017 Rating: 5

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.