خطبة الجمعة | السيد احمد الصافي 19 1 2018
نص الخطبة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حماً وحرماً على غيره واصطفاهما لجلاله نحمده على ما اخذ واعطى وعلى ما ابلى وابتلا اخوتي اعزتي ابنائي املي ابائي وقاري اخواتي شرفي بناتي حسناتي امهاتي مربياتي السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته اوصيكم احبتي جميعا ونفسي الغارقة في بحار الآثام والخطايا بتقوى الله تبارك وتعالى واتقان العمل وخلوص النية واستصلاح ما فسد من امر دنيانا واخرانا اعناننا الله تعالى على انفسنا كما اعان الصالحين على انفسهم والبسنا الله واياكم لباس الخير والعافية وهو لباس التقوى سائلين الله تبارك وتعالى ان يأخذ بأيدينا لما يحب ويرضى وان يوفقنا واياكم للنيل من بركات الاخرة بعمل الدنيا
كنا واياكم في خدمة الامام السجاد سلام الله عليه وهو الدعاء الثاني عشر من الصحيفة الموسومة الصحيفة السجادية المباركة وتكلمنا عن بعض ما بينه الامام عليه السلام الانسان اذا مر بشدة وابتلاء وقلنا كيف يتصرف عليه ان لا يخرج من الموازين الشرعية التي ارادها الله تعالى له وانتم تعلمون ان الابتلاء يزلزل الانسان وقد لا قدر الله ان الانسان يخرج عن الموازين الشرعية بحسب تربيته وعدم قدرته على تحمل بعض البلاء وذلك عندما نستعرض كثير من الآيات القرآنية نرى ان كثير من الناس سقطوا في مورد الابتلاء اما طمعاً في دنيا خوف من موقف وبالنتيجة تراجعوا الامام عليه السلام يبين ان الانسان يمر بشدة ومن جملة الشدة التي مر علينا بعضها وهو ذلك الضيق في مسألة الرزق والانسان يعلم ويتيقن وضمن عقيدته ان الله هو الرازق لكن هذه الارزاق قطعاً تحتاج الى اسباب في بعض الاحيان الانسان يحبس عليه رزقه لنكتة بحكمة الله تبارك وتعالى يعلمها لكن الانسان قد يستعجل ويتصرف تصرفاً يخالف تلك المبادئ وذلك حتى يكون الانسان دائما في العافية ويكون الانسان دائما في الخير دائماً يكون الله تعالى حاضرا عنده فيطلب من الله تعالى الاعانة على كل صغير وكبير والامام عليه السلام حتى في هذه الحالات مع شدة الالتحام والالتصاق بالأقرباء
حتى في هذه الحالة الامام يطلب ان تكون الرئفة والرحمة منه جل شأنه من جملة ما قال في بعض فقرات اليوم قال عليه السلام اللهم فأغنني وبعظمتك فانعشني ، طبعاً الانعاش يعني ان الانسان يكون حاله حسنة ليس فيها ذل ، الانسان عندما ينعش يعني حاله تكون حسنة تكون حميدة خالية من بعض المنغصات يقول اللهم فأغنني وبعظمتك فانعشني وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني هذه القفرات الاربعة استكمالا لما مضى اللهم فأغننني وبعظمتك فأنعشني وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني ، الغنى ليس دائماً ان يكون غنى المال وكم شاهدنا وشاهدتم انسان ميسور وبالاسطلاح العرفي هو غني لكنه شحيح وذليل نعبر عنه ان هذا الرجل ان عينه غير مملؤة بمعنى لا زال يشعر بالضعة مع انه عنده ما لو جلس لكفاه واغناه واعانه ما بقي لكنك تراه رجلا شحيحا وبخيلا ويشكي العوز دائما كثير من الناس هكذا والوجه في ذلك ان الغنى ليس غنى المال وقد ترى انسانا لا يملك الا قوت يومه وهو دائم الثناء لله تبارك وتعالى والحمد اليه لأنه يرى ان الغنى في هذه القناعة في هذا الذكر الى الله تبارك وتعالى الامام عليه السلام يقول اغنني اجعلني في حالة ان عدم الاحتياج الى لئام خلقك وهذه الحالة حاله فيها نوع من الفضائل وذلك عيسى عليه السلام عليه وعلى نبينا وعلى اله افضل الصلاة والسلام كان دائما يحث اتباعه على عدم الركون الى الدنيا حتى انه لم يتخذ بيتا مع انه نبي من الانبياء وغني بالله تبارك وتعالى نبينا صلى الله عليه واله امير المؤمنين يقول لم يشبع من دنياكم ثلاثة ايام من البر الحنطة ، لم يشبع ثلاثة ايام متواصلة وهو الذي اعطي مقاليد السماوات والارض صلوات الله عليه، لماذا لان هذه الرؤيا ان الانسان يكون غنيا لأنه يعلم ان مصادر الخير عند رب الخير الله تبارك وتعالى فهذا المال اذا كان من الله ليس هو تمام الغنى كما قلنا بالعكس قد الغنى الكثير يحرم الانسان من لذائذ كثيرة لأنه يخاف على ماله يخاف على ثروته فيبتعد عن سبل الخير يحاول يجامل السلطان الجائر يحاول يجامل اهل الفسوق خوفاً على ان هذه الثروة لا تذهب وقد رأيتم ورأينا الكثير من هؤلاء وبالنتيجة ستكون وبال عليهم فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة كما يقول القرآن الكريم الغنى هذا المعنى يبينه الامام عليه السلام يقول وبعظمتك فانعشني اجعل حالي حال حسن بلا ذلة هذه العظمة التي انت تملكها والعظمة التي تحت سلطانك قطعاً قادر على ان تجعل حالي افضل مما انا فيه وبسعتك فابسط يدي ، السعة اخواني شيء بالنسبة لله تبارك وتعالى يعني غير محدود الله تبارك وتعالى مطلق لايحده حد وهو الواسع وايضا هذه السعة امتداداتها لا نعلمها لا نستطيع ان نعين ان نحدد هذه الامتدادات لكن الله تبارك وتعالى كرحمته السعة كرحمته اللهم ان اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء هكذا في اكثر من دعاء بمعنى ان هذه الرحمة تسع وتضم في داخلها كل شيء فالله تبارك وتعالى رحيم بنا الله تعالى واسع وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء الدعاء الشريف يقول وبسعتك فابسط يدي اليد المبسوطة كناية عن الغنى بمعنى لا تجعل يدي مقبوضة ان اقبضها لأني لا املك وهي واسعة ومبسوطة لأني املك وهنيئا للذي رزقه الله تبارك وتعالى بشؤون الرزق هنيئا لم يرزق ويبسط على الناس هنيئا لمن يرزق علما ويبثه في خدمة الناس هنيئا للذي يرزق جاهاً ويستثمره لقضاء حوائج الناس هذه ليست غايات تقصد لاجل نفسها وانما هي وسائل تقصد لأجل شيء اخر ان المال مهم لكن المال فائدته تكمن في الانفاق اما المال اذا لم ينفق لا خير فيه يحاسب حساب الاغنياء ويعيش عيشة الفقراء ، الشيطان يعد هؤلاء الشيطان يعدكم الفقر الشيطان يحبس يد ابن ادام على الانفاق لانه لا يريد منه ان يكون ضمن قافلة الخير والشيطان يعد اهل المال بالفقر خوفا ان تكون فقيرا ويبقى مع هذا الى الممات ثم تكون كما في اكثر من رواية ذكرناها تكون حسرة عليهم فالامام عليه السلام في الوقت الذي من صفات الله الواسع الامام يدعو الله في هذه الصفة بهذا الاسم وهو الواسع والسعة بهذه السعة ابسط يدي وبما عندك فاكفني
اخواني لعله تناقش قضية ان بعض المعارف الآلهية معارف ابد ان نستشعر بها مثلا مسألة الزهد
الزهد نعم في الرواية الشريفة في تعريفه ان لا يملكك الشيء انت تملك الشيء خو تمام لكن مسألة الزهد لها واقعة ان الانسان لا بد ان يعلم في نفسه انه زاهد او غير زاهد الانسان يلعن لذائذ الدنيا في السان لكن الدنيا اذا عرضت له وثب عليها ان الانسان يتشوق الى الاخرة لكنه لا يعمل عمل الاخرة فهو في الدنيا من الراغبين وعن الاخرة من الزاهدين عملا يعمل عمل على خلاف ما يتوفه بلسانه لا اقول على خلاف ما يعتقد ولكن على خلاف ما ينطق بلسانه هذه الملاغطات نحن نعيشها المشكلة ان احدنا يشجع الاخر على الابتعاد عن الاخرة والتشبث بالدنيا بمعنى اذا تصرف احدنا تصرفا فيه نكران للدنيا مقصودي من الدنيا الجانب السيء حتى لا يختلط عندنا الكلام الجانب الحرام او الجانب الحلال الزائد الشاغل عن الانسان الانسان لا يحتاجه لكن يشغل الانسان به في بعض الحالات يخاف عليه ان يجر قدمه الى الشبهات ثم المحرمات والعياذ بلله على كل لو تصرف تصرفا لا يجد من يوبخه لا يجد من يعضه لا يجد من يقول له رويدك لا بالعكس يجد من يشجعه على ذلك واذا تصرف تصرفا فيه طلب للأخرة تجد البعض يحاول ان يقلل من قيمة هذا العمل عنده وممرنا على رواية قبل اشهر ذلك التائب الذي بدئ يتمرغ بالتراب والهجير حتى يرضى عنه الله تبارك وتعالى والنبي ص واله شجع الاصحاب ان يكونوا كهذا الفتى لاحظوا شيء الان في بعض الحالات قد يتداول نسمع من بعض مراجعي الدوائر الخدمية الدوائر المتوقفة معاملات الناس اليها انه تجد بعض المتصديين بالوظيفة لا يقبلون ان يؤدوا وضيفتهم الا في مقابل مال الذي يصطلح علية بالرشوة تجد هذا المسكين يقاتل من اجل ان يحصل على هذا الفتات وهو يدعي ما يدعي انه محب للأخرة ومبغض للدنيا ويحاول ان يلوح بطريقة او باخرى الى صاحب هذه المعاملة لا يقبل ان يعمل بوظيفته الا بمقابل مال وطبعا لا يهمه من اين يأخذ المال من امره قد فقدت ولدها من رجل كبير محدودب الظهر من شاب من رجل ميسور تاجر من اخر فقير المهم ان يمتص دماء هؤلاء واذا جلست امامهم قد يحدثك باحاديث الدنيا قد وعندما تقترب منهم تجدهم ايضا ياطر ذلك بشيء من التنظير المعرفي الخاطئ الذي يحاول ان يقنع نفسه به وهذه من الاشياء المصائب حقيقتا مصائب عند البعض عندما يأطر المفاسد بثوب الصلاح وتجده ينفق على اهله ويغدق ويصرف عليهم وهذا كله من اموال الحرام لا شك ان هذا النموذج قل ام كثر لا يهمنا ولكن كنموذج عملا لا يعترف بانه من الزاهدين من الدنيا ولا يعترف ان الله هو الرازق يعتقد ولكن هذا الاعتقاد لقلقه لسان ليس له واقع لان هذه الامور من حبائل الشيطان الشيطان يعطي لأولياءه اموال نعم هناك رزق من حلال هناك مال يأتي من حرام والروايات الشريفة ان هذا المال الذي ياتي من حرام هو سحت ليس كل مال الانسان يقبضه ان الله تعالى رزقة الله تعالى بيده جميع الاسباب نعم الله هو الرازق نعم لكن نحن نختار طريقا غير الطريق المستقيم نبحث عن الربا ونبحث عن الرشوة ونبحث عن السرقة ثم عندما نتحدث نقول نحن من الزاهدين في الدنيا واقعا هذا من الزاهدين في الاخرة الدنيا الذي يزهد فيها تحترمه لاحظوا اخواني الذي يزهد في الدنيا الدنيا تحترمه وتحاول ان تاتيه وهو يرفض لا اتيانها بالطريقة المحرمة فيها وبال لان الدنيا والاخرة كالضرتين المتنافستين احدها لها مهر والاخرى لها مهر وثوب الاخرة ومال الاخرة عمل الاخرة قطعا غير عمل الدنيا ولذلك اخواني الانسان يعيش في شبهه ويعيش في مغالطة عندما تسال لماذا تعمل هكذا تبدئ بالنقاش يصل الى نتيجة يقول نعم انت ما ذكرته صحيح يقول ماذا افعل لست وحيدا فلان يأخذ وفلان يأخذ ويتشبث بشطر بيت المتنبي حشرا مع الناس عيد هذه ليست الموازين اخواني انسان يضعف في الدنيا لكن لا يلجئه الضعف الى حرام الانسان يأخذ من الدنيا لكن لا يأخذ من حرام اطفال زوجه لا تنبت هذا الجسم وهذا الحسد لا تنبته من الحرام هذا ولدك الصغير الان لا يفقه شيئا يحسب ان اموالك من حلال اذا كبر وعلم سيبغضك وسيبغض هذه التصرفات وانت الان تجني عليه انما اعمالكم ترد عليكم ستجني على هذا الابن في مقام التربية لا تعطيه مالا من حرام بدعوة ان هذا الولد يلح علي ويرد مني لكن الولد لو كان له لسان ينطق يقول لك يا ابي لا تعطيني من المال الحرام انا اريد لكن اريد من حلال لا من حرام وهذه خصيانه للأولاد خيانة للنفس ولذلك اخواني من اهم الفتن القضايا الحسية التي نحس بها واهماه هو المال بعض الناس يضعف امام المال والعياذ بالله يجعل نفسه ذليل جدا طعما في ايدي الناس ولذلك هذه الادعية حينما نمر بها اخواني كان الامام السجاد الان يتكلم معنا يقول عندما تتعلمون منا الدعاء اعرفوا كيف تدعون واذا دعوتم اعرفوا ميزان هذه الكلمات التي تدعون بها انا اؤمن ان الله هو الرزاق لكن عندما اتكلم عندما اتعامل اذهب الى الشيطان كم من مرتشي لا يهدئ الليل الى ان يحصل على هذه الاموال في البداية ضميره يؤنبه ويبدئ هذا الضمير الى ان يموت بل ران على قلوبهم ولذلك اخواني انا اتكلم مع نفسي ومعا الجميع لا بد ان نكون بشكل في هذه الجوانب اقوياء لابد ان يتثقف المجتمع على نبذ هذه الصفات لا تشجع انت لا تشجع الاخرين على ان يمد ايدي على الحرام لابد ان يشعر ان هذا خائن ان هذا العمل مبغوض ان هذا من اتباع الشيطان هذا العمل ليس لله تبارك وتعالى فيه شيء انا لا اتحدث عن الجانب الفقهي فقط وانما الجانب الفقهي حرام تحدث عن الاثار الوضعية تعرفون معنى الاثار الوضعية هو ذلك الاثر الذي يتركه العمل وان كنت في بعض الحالات لا اعلم به لاحظوا ا لدقه كمن يشرب سما الانسان يعتقد ان هذا السم دواء واقدم على شربه بزعمه انه دواء لا يشفى وانما يموت لان الاثر الحقيقي للسم هو هلاك الجسد هذه الاموال اعرف من اين جاءت من اين خرجت كثرت قلت ليس المهم كل من كان عنده اموال كثيرة تركها ومات وكلمن كانت عنده اموال قليله ايضا مات وقرانا قبل اشهر عن قارون وهو مثال يجب ان يوضع امام كل من تغرية الحياة الدنيا لا بد ان يكتب هذه الآيات الشريفة في قضية قارون انما أوتيته على علم عندي هكذا كان يقول النتيجة لا قارون ولا اموال قارون ولا اتباع قارون وبالأمس القريب رأينا ما رأينا تلك الاموال التي كدسها المكدسون الى اين انتهت بهم وانتهوا به ولابد اخواني الامام ع يقول اكفني في نهاية هذه الفقرة وبما عندك فاكفني اي الشيء الذي انت من طريقك اجعله هذا يكفيني المهم الطريق هو الطريق قليل يقر خير من كثير يفر وهذا القليل هو الناشئ من طريق صحيح وعمل صحيح و منهج صحيح ورزق وفير الانسان المؤمن عندما يأتي الى عائلته برزق قليل يشعر براحة الضمير لأنه لا يمكن ان يمد يده الى الحرام والذي يأتي بموائد واسعه من حرام يخون اولاده يخون نفسه لان هذا سرقة غيرك هذه ليست الاموال اموالك ولكن هذه اموال الاخرين سرقتها بطريقة واخرى انت سارق انت مرتشي انت من اتباع ابليس لا تقل انا زاهد في الدنيا انت زاهد في الاخرة يأتينا ان شاء الله تعالى فيما يأتي ان بقانا الله تعالى بقية ما يعلمنا فيه الامام السجاد ص نسالك اللهم بمحمد واله وبأحب الخلق عليك ان تغفر لنا ذنوبنا وتكفر عنا سيئتنا وترزقنا الحلال بمحمد واله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
كنا واياكم في خدمة الامام السجاد سلام الله عليه وهو الدعاء الثاني عشر من الصحيفة الموسومة الصحيفة السجادية المباركة وتكلمنا عن بعض ما بينه الامام عليه السلام الانسان اذا مر بشدة وابتلاء وقلنا كيف يتصرف عليه ان لا يخرج من الموازين الشرعية التي ارادها الله تعالى له وانتم تعلمون ان الابتلاء يزلزل الانسان وقد لا قدر الله ان الانسان يخرج عن الموازين الشرعية بحسب تربيته وعدم قدرته على تحمل بعض البلاء وذلك عندما نستعرض كثير من الآيات القرآنية نرى ان كثير من الناس سقطوا في مورد الابتلاء اما طمعاً في دنيا خوف من موقف وبالنتيجة تراجعوا الامام عليه السلام يبين ان الانسان يمر بشدة ومن جملة الشدة التي مر علينا بعضها وهو ذلك الضيق في مسألة الرزق والانسان يعلم ويتيقن وضمن عقيدته ان الله هو الرازق لكن هذه الارزاق قطعاً تحتاج الى اسباب في بعض الاحيان الانسان يحبس عليه رزقه لنكتة بحكمة الله تبارك وتعالى يعلمها لكن الانسان قد يستعجل ويتصرف تصرفاً يخالف تلك المبادئ وذلك حتى يكون الانسان دائما في العافية ويكون الانسان دائما في الخير دائماً يكون الله تعالى حاضرا عنده فيطلب من الله تعالى الاعانة على كل صغير وكبير والامام عليه السلام حتى في هذه الحالات مع شدة الالتحام والالتصاق بالأقرباء
حتى في هذه الحالة الامام يطلب ان تكون الرئفة والرحمة منه جل شأنه من جملة ما قال في بعض فقرات اليوم قال عليه السلام اللهم فأغنني وبعظمتك فانعشني ، طبعاً الانعاش يعني ان الانسان يكون حاله حسنة ليس فيها ذل ، الانسان عندما ينعش يعني حاله تكون حسنة تكون حميدة خالية من بعض المنغصات يقول اللهم فأغنني وبعظمتك فانعشني وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني هذه القفرات الاربعة استكمالا لما مضى اللهم فأغننني وبعظمتك فأنعشني وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني ، الغنى ليس دائماً ان يكون غنى المال وكم شاهدنا وشاهدتم انسان ميسور وبالاسطلاح العرفي هو غني لكنه شحيح وذليل نعبر عنه ان هذا الرجل ان عينه غير مملؤة بمعنى لا زال يشعر بالضعة مع انه عنده ما لو جلس لكفاه واغناه واعانه ما بقي لكنك تراه رجلا شحيحا وبخيلا ويشكي العوز دائما كثير من الناس هكذا والوجه في ذلك ان الغنى ليس غنى المال وقد ترى انسانا لا يملك الا قوت يومه وهو دائم الثناء لله تبارك وتعالى والحمد اليه لأنه يرى ان الغنى في هذه القناعة في هذا الذكر الى الله تبارك وتعالى الامام عليه السلام يقول اغنني اجعلني في حالة ان عدم الاحتياج الى لئام خلقك وهذه الحالة حاله فيها نوع من الفضائل وذلك عيسى عليه السلام عليه وعلى نبينا وعلى اله افضل الصلاة والسلام كان دائما يحث اتباعه على عدم الركون الى الدنيا حتى انه لم يتخذ بيتا مع انه نبي من الانبياء وغني بالله تبارك وتعالى نبينا صلى الله عليه واله امير المؤمنين يقول لم يشبع من دنياكم ثلاثة ايام من البر الحنطة ، لم يشبع ثلاثة ايام متواصلة وهو الذي اعطي مقاليد السماوات والارض صلوات الله عليه، لماذا لان هذه الرؤيا ان الانسان يكون غنيا لأنه يعلم ان مصادر الخير عند رب الخير الله تبارك وتعالى فهذا المال اذا كان من الله ليس هو تمام الغنى كما قلنا بالعكس قد الغنى الكثير يحرم الانسان من لذائذ كثيرة لأنه يخاف على ماله يخاف على ثروته فيبتعد عن سبل الخير يحاول يجامل السلطان الجائر يحاول يجامل اهل الفسوق خوفاً على ان هذه الثروة لا تذهب وقد رأيتم ورأينا الكثير من هؤلاء وبالنتيجة ستكون وبال عليهم فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة كما يقول القرآن الكريم الغنى هذا المعنى يبينه الامام عليه السلام يقول وبعظمتك فانعشني اجعل حالي حال حسن بلا ذلة هذه العظمة التي انت تملكها والعظمة التي تحت سلطانك قطعاً قادر على ان تجعل حالي افضل مما انا فيه وبسعتك فابسط يدي ، السعة اخواني شيء بالنسبة لله تبارك وتعالى يعني غير محدود الله تبارك وتعالى مطلق لايحده حد وهو الواسع وايضا هذه السعة امتداداتها لا نعلمها لا نستطيع ان نعين ان نحدد هذه الامتدادات لكن الله تبارك وتعالى كرحمته السعة كرحمته اللهم ان اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء هكذا في اكثر من دعاء بمعنى ان هذه الرحمة تسع وتضم في داخلها كل شيء فالله تبارك وتعالى رحيم بنا الله تعالى واسع وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء الدعاء الشريف يقول وبسعتك فابسط يدي اليد المبسوطة كناية عن الغنى بمعنى لا تجعل يدي مقبوضة ان اقبضها لأني لا املك وهي واسعة ومبسوطة لأني املك وهنيئا للذي رزقه الله تبارك وتعالى بشؤون الرزق هنيئا لم يرزق ويبسط على الناس هنيئا لمن يرزق علما ويبثه في خدمة الناس هنيئا للذي يرزق جاهاً ويستثمره لقضاء حوائج الناس هذه ليست غايات تقصد لاجل نفسها وانما هي وسائل تقصد لأجل شيء اخر ان المال مهم لكن المال فائدته تكمن في الانفاق اما المال اذا لم ينفق لا خير فيه يحاسب حساب الاغنياء ويعيش عيشة الفقراء ، الشيطان يعد هؤلاء الشيطان يعدكم الفقر الشيطان يحبس يد ابن ادام على الانفاق لانه لا يريد منه ان يكون ضمن قافلة الخير والشيطان يعد اهل المال بالفقر خوفا ان تكون فقيرا ويبقى مع هذا الى الممات ثم تكون كما في اكثر من رواية ذكرناها تكون حسرة عليهم فالامام عليه السلام في الوقت الذي من صفات الله الواسع الامام يدعو الله في هذه الصفة بهذا الاسم وهو الواسع والسعة بهذه السعة ابسط يدي وبما عندك فاكفني
اخواني لعله تناقش قضية ان بعض المعارف الآلهية معارف ابد ان نستشعر بها مثلا مسألة الزهد
الزهد نعم في الرواية الشريفة في تعريفه ان لا يملكك الشيء انت تملك الشيء خو تمام لكن مسألة الزهد لها واقعة ان الانسان لا بد ان يعلم في نفسه انه زاهد او غير زاهد الانسان يلعن لذائذ الدنيا في السان لكن الدنيا اذا عرضت له وثب عليها ان الانسان يتشوق الى الاخرة لكنه لا يعمل عمل الاخرة فهو في الدنيا من الراغبين وعن الاخرة من الزاهدين عملا يعمل عمل على خلاف ما يتوفه بلسانه لا اقول على خلاف ما يعتقد ولكن على خلاف ما ينطق بلسانه هذه الملاغطات نحن نعيشها المشكلة ان احدنا يشجع الاخر على الابتعاد عن الاخرة والتشبث بالدنيا بمعنى اذا تصرف احدنا تصرفا فيه نكران للدنيا مقصودي من الدنيا الجانب السيء حتى لا يختلط عندنا الكلام الجانب الحرام او الجانب الحلال الزائد الشاغل عن الانسان الانسان لا يحتاجه لكن يشغل الانسان به في بعض الحالات يخاف عليه ان يجر قدمه الى الشبهات ثم المحرمات والعياذ بلله على كل لو تصرف تصرفا لا يجد من يوبخه لا يجد من يعضه لا يجد من يقول له رويدك لا بالعكس يجد من يشجعه على ذلك واذا تصرف تصرفا فيه طلب للأخرة تجد البعض يحاول ان يقلل من قيمة هذا العمل عنده وممرنا على رواية قبل اشهر ذلك التائب الذي بدئ يتمرغ بالتراب والهجير حتى يرضى عنه الله تبارك وتعالى والنبي ص واله شجع الاصحاب ان يكونوا كهذا الفتى لاحظوا شيء الان في بعض الحالات قد يتداول نسمع من بعض مراجعي الدوائر الخدمية الدوائر المتوقفة معاملات الناس اليها انه تجد بعض المتصديين بالوظيفة لا يقبلون ان يؤدوا وضيفتهم الا في مقابل مال الذي يصطلح علية بالرشوة تجد هذا المسكين يقاتل من اجل ان يحصل على هذا الفتات وهو يدعي ما يدعي انه محب للأخرة ومبغض للدنيا ويحاول ان يلوح بطريقة او باخرى الى صاحب هذه المعاملة لا يقبل ان يعمل بوظيفته الا بمقابل مال وطبعا لا يهمه من اين يأخذ المال من امره قد فقدت ولدها من رجل كبير محدودب الظهر من شاب من رجل ميسور تاجر من اخر فقير المهم ان يمتص دماء هؤلاء واذا جلست امامهم قد يحدثك باحاديث الدنيا قد وعندما تقترب منهم تجدهم ايضا ياطر ذلك بشيء من التنظير المعرفي الخاطئ الذي يحاول ان يقنع نفسه به وهذه من الاشياء المصائب حقيقتا مصائب عند البعض عندما يأطر المفاسد بثوب الصلاح وتجده ينفق على اهله ويغدق ويصرف عليهم وهذا كله من اموال الحرام لا شك ان هذا النموذج قل ام كثر لا يهمنا ولكن كنموذج عملا لا يعترف بانه من الزاهدين من الدنيا ولا يعترف ان الله هو الرازق يعتقد ولكن هذا الاعتقاد لقلقه لسان ليس له واقع لان هذه الامور من حبائل الشيطان الشيطان يعطي لأولياءه اموال نعم هناك رزق من حلال هناك مال يأتي من حرام والروايات الشريفة ان هذا المال الذي ياتي من حرام هو سحت ليس كل مال الانسان يقبضه ان الله تعالى رزقة الله تعالى بيده جميع الاسباب نعم الله هو الرازق نعم لكن نحن نختار طريقا غير الطريق المستقيم نبحث عن الربا ونبحث عن الرشوة ونبحث عن السرقة ثم عندما نتحدث نقول نحن من الزاهدين في الدنيا واقعا هذا من الزاهدين في الاخرة الدنيا الذي يزهد فيها تحترمه لاحظوا اخواني الذي يزهد في الدنيا الدنيا تحترمه وتحاول ان تاتيه وهو يرفض لا اتيانها بالطريقة المحرمة فيها وبال لان الدنيا والاخرة كالضرتين المتنافستين احدها لها مهر والاخرى لها مهر وثوب الاخرة ومال الاخرة عمل الاخرة قطعا غير عمل الدنيا ولذلك اخواني الانسان يعيش في شبهه ويعيش في مغالطة عندما تسال لماذا تعمل هكذا تبدئ بالنقاش يصل الى نتيجة يقول نعم انت ما ذكرته صحيح يقول ماذا افعل لست وحيدا فلان يأخذ وفلان يأخذ ويتشبث بشطر بيت المتنبي حشرا مع الناس عيد هذه ليست الموازين اخواني انسان يضعف في الدنيا لكن لا يلجئه الضعف الى حرام الانسان يأخذ من الدنيا لكن لا يأخذ من حرام اطفال زوجه لا تنبت هذا الجسم وهذا الحسد لا تنبته من الحرام هذا ولدك الصغير الان لا يفقه شيئا يحسب ان اموالك من حلال اذا كبر وعلم سيبغضك وسيبغض هذه التصرفات وانت الان تجني عليه انما اعمالكم ترد عليكم ستجني على هذا الابن في مقام التربية لا تعطيه مالا من حرام بدعوة ان هذا الولد يلح علي ويرد مني لكن الولد لو كان له لسان ينطق يقول لك يا ابي لا تعطيني من المال الحرام انا اريد لكن اريد من حلال لا من حرام وهذه خصيانه للأولاد خيانة للنفس ولذلك اخواني من اهم الفتن القضايا الحسية التي نحس بها واهماه هو المال بعض الناس يضعف امام المال والعياذ بالله يجعل نفسه ذليل جدا طعما في ايدي الناس ولذلك هذه الادعية حينما نمر بها اخواني كان الامام السجاد الان يتكلم معنا يقول عندما تتعلمون منا الدعاء اعرفوا كيف تدعون واذا دعوتم اعرفوا ميزان هذه الكلمات التي تدعون بها انا اؤمن ان الله هو الرزاق لكن عندما اتكلم عندما اتعامل اذهب الى الشيطان كم من مرتشي لا يهدئ الليل الى ان يحصل على هذه الاموال في البداية ضميره يؤنبه ويبدئ هذا الضمير الى ان يموت بل ران على قلوبهم ولذلك اخواني انا اتكلم مع نفسي ومعا الجميع لا بد ان نكون بشكل في هذه الجوانب اقوياء لابد ان يتثقف المجتمع على نبذ هذه الصفات لا تشجع انت لا تشجع الاخرين على ان يمد ايدي على الحرام لابد ان يشعر ان هذا خائن ان هذا العمل مبغوض ان هذا من اتباع الشيطان هذا العمل ليس لله تبارك وتعالى فيه شيء انا لا اتحدث عن الجانب الفقهي فقط وانما الجانب الفقهي حرام تحدث عن الاثار الوضعية تعرفون معنى الاثار الوضعية هو ذلك الاثر الذي يتركه العمل وان كنت في بعض الحالات لا اعلم به لاحظوا ا لدقه كمن يشرب سما الانسان يعتقد ان هذا السم دواء واقدم على شربه بزعمه انه دواء لا يشفى وانما يموت لان الاثر الحقيقي للسم هو هلاك الجسد هذه الاموال اعرف من اين جاءت من اين خرجت كثرت قلت ليس المهم كل من كان عنده اموال كثيرة تركها ومات وكلمن كانت عنده اموال قليله ايضا مات وقرانا قبل اشهر عن قارون وهو مثال يجب ان يوضع امام كل من تغرية الحياة الدنيا لا بد ان يكتب هذه الآيات الشريفة في قضية قارون انما أوتيته على علم عندي هكذا كان يقول النتيجة لا قارون ولا اموال قارون ولا اتباع قارون وبالأمس القريب رأينا ما رأينا تلك الاموال التي كدسها المكدسون الى اين انتهت بهم وانتهوا به ولابد اخواني الامام ع يقول اكفني في نهاية هذه الفقرة وبما عندك فاكفني اي الشيء الذي انت من طريقك اجعله هذا يكفيني المهم الطريق هو الطريق قليل يقر خير من كثير يفر وهذا القليل هو الناشئ من طريق صحيح وعمل صحيح و منهج صحيح ورزق وفير الانسان المؤمن عندما يأتي الى عائلته برزق قليل يشعر براحة الضمير لأنه لا يمكن ان يمد يده الى الحرام والذي يأتي بموائد واسعه من حرام يخون اولاده يخون نفسه لان هذا سرقة غيرك هذه ليست الاموال اموالك ولكن هذه اموال الاخرين سرقتها بطريقة واخرى انت سارق انت مرتشي انت من اتباع ابليس لا تقل انا زاهد في الدنيا انت زاهد في الاخرة يأتينا ان شاء الله تعالى فيما يأتي ان بقانا الله تعالى بقية ما يعلمنا فيه الامام السجاد ص نسالك اللهم بمحمد واله وبأحب الخلق عليك ان تغفر لنا ذنوبنا وتكفر عنا سيئتنا وترزقنا الحلال بمحمد واله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
نص الخطبة الثانية
اخوتي اخواتي اعرض على مسامعكم الكريمة بعض ما يتعلق بعطائنا كشعب، فلا يخفى على حضراتكم أن الشعوب تختلف في تركيبتها، بمعنى ان الله سبحانه وتعالى خلق على هذه المعمورة شعوباً وقبائل، ولكل شعب ميزة، ولكل قبيلة ومصر أُطُر وثوابت عامة تحكمها، وهذه الشعوب تتباين في عطائها، فمستوى العطاء الذي تقدمه هذه الشعوب يختلف من شعب الى آخر.
حصتنا كشعب من العطاءات كثيرة، وان عطاء الدماء لهذا الشعب هو عطاء غزير فشعبنا كثير النزف، يُعطي دماء تلوى الدماء وعندما نستعرض جزئيات ما يحدث نرى ان هذا المسلسل الدامي مستمر وهذا العطاء الكبير للشعب في المقابل مستمر ايضاً.
وإن هذا الشعب الكريم لم يبخل وكان حاضراً في أكثر من موقف، وإن عطاءه خلال زيارة الاربعين في كل سنة كبير، فهو شعب يجود ولا يبخل سواء كان في المال ام في النفس، كما توَّج عطاءه بالفتنة الداعشية إلى أن اقبرها وانهاها، وهذا العطاء الثر والعزيز علينا لو لم يعلم هذا الشعب ان هذه الفتنة لا تنتهي ولا تقبر إلا بهذا الدم؛ لأن الدم عزيز، لكنه يرخص اذا كان في المقابل ان تحمى الاوطان وتحمى العقيدة فاصبح هذا الدم رخيصاً على غلائه.
فهذا الشعب معطاء وما زال يعطي وهذا العطاء الكبير يحتاج الى وفاء كبير، لأن هذا العطاء كتب بالدم، وتشبعت الارض بالدماء، فبالتالي يحتاج الى وفاء من قبل الذين يشاهدون المشهد ويرقبون الحدث.
لذلك هناك مفاخر لابد ان نفتخر بها، فالأمة التي تعطي شهداء هي امة حيّة، والامة التي لا تحترم الشهداء هي امة ميتة، فنحن اعطينا الشهداء فنحن امة حيّة، ويجب علينا لديمومة هذه الحياة ان نحترم هذه الدماء وهذا العطاء، فهؤلاء يحتاجون منا شعورنا بأننا احياء، ويجب علينا كشعب ان نحترم هذه الدماء وتلك الاجساد التي قُطِّعَت بعضها من أجل أن يبقى هذا البلد على ما هو عليه الآن.
لابد ان نحفظ هذه الدماء وأن نحفظ هذه الاجساد، التي هي شهود عدول على ما حصل، والذين نعبِّر عنهم بالشهداء الاحياء هم الجرحى، وكلما نظرنا اليهم ازددنا فخراً، فلابد من العمل لأجلهم.
على كل محافظة ان تحتفل وتفتخر بشهدائها وبجرحاها، ولابد ان تزين كل محافظة بهذه المفاخر وان لا تنطوي صفحتها، فهذه تعدُّ جناية في حقهم، لابد ان يبقى هؤلاء ماثلين امامنا وعوائلهم الكريمة، وان نوفر كل ما تتطلَّبه الحياة الكريمة لعوائلهم وذويهم، ولابد ان نتعاضد فيما بيننا لنخفِّف الألم عن الجرحى.
على المثقف ان يكتب الان ما حدث افتخاراً بهذه الذخائر، وعلى الطبيب ان يتوجه توجهاً خاصاً لمساعدة هذه النفوس وتخفيف هذه الآلام، كما أن الاخوة الميسورين جزاهم الله خير الجزاء، لم يقصروا في ذلك الوقت حينما كانوا في ساحات القتال، لكن المسيرة مستمرة وما زالت هناك حاجة لكم في تخفيف معاناة هؤلاء.
وهذا الموضوع قد نضطر بين فترة وأخرى أن ننوه عنه، والسبب أننا شاهدنا مواطن الكمال والتضحية ومواطن الفداء، لم نجده عند غير هؤلاء، فهؤلاء ضحوا ولسان حالهم يقول: لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً، فكانت تضحيتهم خالصة لله تعالى ولهذا البلد، فحق علينا ان لا نغفل ولا ننسى هؤلاء، فلهم حق في اعناقنا جميعاً، فلابد ان نتذكر هؤلاء كلما مررنا بنعمة.
هؤلاء بذلوا واعطوا ورحلوا، من اجل ان يبقى البلد معافى صحيحاً، وان يبقى شرفاء البلد سالمين، ومن أجل هذه المعاني السامية ذهبوا وتركوا عوائلهم واولادهم، ونحن كشعب ماذا ينبغي أن نعمل لهؤلاء؟ وعندما نصدِّر مفاخر البلد نأتي بالشهداء والجرحى، فهؤلاء هم الذين أعادوا الفرحة إلى الناس وحافظوا على العراق، وان هذا العطاء يحتاج الى المزيد من الوفاء.
نسأل الله تعالى ان يمنَّ علينا وعليكم بالأمن والأمان والعافية، وأن يرينا في هذا البلد كل خير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
حصتنا كشعب من العطاءات كثيرة، وان عطاء الدماء لهذا الشعب هو عطاء غزير فشعبنا كثير النزف، يُعطي دماء تلوى الدماء وعندما نستعرض جزئيات ما يحدث نرى ان هذا المسلسل الدامي مستمر وهذا العطاء الكبير للشعب في المقابل مستمر ايضاً.
وإن هذا الشعب الكريم لم يبخل وكان حاضراً في أكثر من موقف، وإن عطاءه خلال زيارة الاربعين في كل سنة كبير، فهو شعب يجود ولا يبخل سواء كان في المال ام في النفس، كما توَّج عطاءه بالفتنة الداعشية إلى أن اقبرها وانهاها، وهذا العطاء الثر والعزيز علينا لو لم يعلم هذا الشعب ان هذه الفتنة لا تنتهي ولا تقبر إلا بهذا الدم؛ لأن الدم عزيز، لكنه يرخص اذا كان في المقابل ان تحمى الاوطان وتحمى العقيدة فاصبح هذا الدم رخيصاً على غلائه.
فهذا الشعب معطاء وما زال يعطي وهذا العطاء الكبير يحتاج الى وفاء كبير، لأن هذا العطاء كتب بالدم، وتشبعت الارض بالدماء، فبالتالي يحتاج الى وفاء من قبل الذين يشاهدون المشهد ويرقبون الحدث.
لذلك هناك مفاخر لابد ان نفتخر بها، فالأمة التي تعطي شهداء هي امة حيّة، والامة التي لا تحترم الشهداء هي امة ميتة، فنحن اعطينا الشهداء فنحن امة حيّة، ويجب علينا لديمومة هذه الحياة ان نحترم هذه الدماء وهذا العطاء، فهؤلاء يحتاجون منا شعورنا بأننا احياء، ويجب علينا كشعب ان نحترم هذه الدماء وتلك الاجساد التي قُطِّعَت بعضها من أجل أن يبقى هذا البلد على ما هو عليه الآن.
لابد ان نحفظ هذه الدماء وأن نحفظ هذه الاجساد، التي هي شهود عدول على ما حصل، والذين نعبِّر عنهم بالشهداء الاحياء هم الجرحى، وكلما نظرنا اليهم ازددنا فخراً، فلابد من العمل لأجلهم.
على كل محافظة ان تحتفل وتفتخر بشهدائها وبجرحاها، ولابد ان تزين كل محافظة بهذه المفاخر وان لا تنطوي صفحتها، فهذه تعدُّ جناية في حقهم، لابد ان يبقى هؤلاء ماثلين امامنا وعوائلهم الكريمة، وان نوفر كل ما تتطلَّبه الحياة الكريمة لعوائلهم وذويهم، ولابد ان نتعاضد فيما بيننا لنخفِّف الألم عن الجرحى.
على المثقف ان يكتب الان ما حدث افتخاراً بهذه الذخائر، وعلى الطبيب ان يتوجه توجهاً خاصاً لمساعدة هذه النفوس وتخفيف هذه الآلام، كما أن الاخوة الميسورين جزاهم الله خير الجزاء، لم يقصروا في ذلك الوقت حينما كانوا في ساحات القتال، لكن المسيرة مستمرة وما زالت هناك حاجة لكم في تخفيف معاناة هؤلاء.
وهذا الموضوع قد نضطر بين فترة وأخرى أن ننوه عنه، والسبب أننا شاهدنا مواطن الكمال والتضحية ومواطن الفداء، لم نجده عند غير هؤلاء، فهؤلاء ضحوا ولسان حالهم يقول: لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً، فكانت تضحيتهم خالصة لله تعالى ولهذا البلد، فحق علينا ان لا نغفل ولا ننسى هؤلاء، فلهم حق في اعناقنا جميعاً، فلابد ان نتذكر هؤلاء كلما مررنا بنعمة.
هؤلاء بذلوا واعطوا ورحلوا، من اجل ان يبقى البلد معافى صحيحاً، وان يبقى شرفاء البلد سالمين، ومن أجل هذه المعاني السامية ذهبوا وتركوا عوائلهم واولادهم، ونحن كشعب ماذا ينبغي أن نعمل لهؤلاء؟ وعندما نصدِّر مفاخر البلد نأتي بالشهداء والجرحى، فهؤلاء هم الذين أعادوا الفرحة إلى الناس وحافظوا على العراق، وان هذا العطاء يحتاج الى المزيد من الوفاء.
نسأل الله تعالى ان يمنَّ علينا وعليكم بالأمن والأمان والعافية، وأن يرينا في هذا البلد كل خير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
خطبة الجمعة | السيد احمد الصافي 19 1 2018
Reviewed by shiatube
on
يناير 19, 2018
Rating:

ليست هناك تعليقات: